|
الأخبار: الصورة الفوتوغرافية
الصورة الفوتوغرافية لقطة ثابتة تعتقل لحظة من الزمان و و جزء من المكان و الحالة والوضعية ... . و هي قد تكون صادقة حين تكون لحظة الالتقاط عفوية من كلا الطرفين ، المصور والمصور (بفتح الراء)، و مصطنعة حين تكون لحظة الالتقاط معدا لها مسبقا، إذ يساهم الملتقط ومن في الإطار في تزوير الحقيقة و كأن الكل يضغط على زر الالتقاط بشكل محدد من أشكال التواطئ .
- للصورة كما لكل الفنون قدرة هائلة على تجميل القبح وتقبيح الجمال لذلك هي عصية ومنفلتة، حتى ولو بدت محاكية للواقع..فليس هناك واقعية في الفن بل هي رؤية خاصة للفنان تجاه الواقع، الصورة إذن إيهام بالواقع كما ندركه بالحواس.
- الصورة مرسل يخفي مرسلا ( بكسر السين) ضمنيا، هو المصور بالطبع، و المرسل إليه هو المشاهد المتلقي، فأي خطاب عليه أن يستقبل ؟؟ خطاب الصورة أم خطاب المصور أم هما معا ؟؟ ،الجواب مضمن في السؤال .
- الصورة كل و الأجزاء و العناصر و التفاصيل الصغرى هي لغة الخطاب ( معجمه و نحوه و صرفه و أسلوبه و بلاغته) . لغة الصورة مختلفة و له خصوصيات مميزة أهمها الإطار ونوع اللقطة وزاوية النظر والخطوط والأشكال والأجسام والألوان والحركات والضوء و باقي المؤثرات البصرية الأخرى ، والعلاقات بين هذه العناصر كلها هي التي تحقق عنصر التوليف و التركيب و وحدة العمل الفني .العين وسيلة للكتابة والعدسة وسيط منفذ والمصور هو المتخيل العاقل المدبر .
- المتلقي نوعان:
1- المتلقي الساذج المستهلك الانطباعي المنفعل.. هو لا يملك عينا ذكية و لا ثقافة بصرية لذلك لا تتجاوز أحكامه حدود الدهشة أو الانطباع الأولي و قد تتحكم فيها كثيرا الأحكام و القيم المسبقة ..
2 - المتلقي الواعي المنتج للمعني القارئ الفاعل صاحب ذوق فني وجمالي يمتلك ثقافة بصرية تعززها ثقافة معرفية شاملة منفتحة على العلوم الإنسانية و وتاريخ و فلسفة الفن و مناهج النقد العلمي
رولان بارت يقول :" أنا لست مصوراً ، ولا هاوياً ، إذ لا صبر لديّ لأكون كذلك : إنّي أسعى لما أنجزته كامرتي البولارييد الفورية ، فذلك مسلٍ لكنّه مخيبُ للآمال أيضا ، ما عدا الحالات التي يتكفل فيها مصور مقتدر بذلك .... " -رولان بارت : العلبة النيرة 1998م ، ترجمة : ادريس القري ".
ما قلته عن الصورة الفوتوغرافية يمكن أن ينطبق بشكل أو بآخر عن اللوحة التشكيلية و عن الصورة السينمائية المتحركة مع نوع من الاختلاف الذي مرده إلى خصوصية كل نوع من أنواع التعبير البصري
بقلم مجيد تومرت الكاتب العام للنادي السينمائي لمدينة خريبكة المغرب
تاريخ النشر: 2008-01-04
اضغط هنا - نسخة الطباعة
|
|