خبر من موقع صور الكويت
www.Q8-Photo.com

الزواج قديما ( الدزة)

تاريخ النشر: 2009-01-17



كان الزواج قديما له طقوس معينة تجعل منه أمرا مقدسا يفرح لقدومه جمع الأهل والأقارب بمن فيهم المعرس والعروس، ذلك لما كان يحمله من معان أصول تربط أسرتين برباط مادي واجتماعي وثيق، حيث لم يكن لاحد من الزوجين مسؤولية الاختيار، بل كان الأهل هم من يتولى هذه المهمة الصعبة.

وإذا استصعب على الأهل إيجاد الشريك عن طريقهم أو طريق المقربين، تبدأ هنا مهمة الخطابة، وهي امرأة مشهورة في 'الفريج' يمكنها دخول كل المنازل، وتلقى الترحيب الكامل من أهل البيت، حيث تقوم بوصف الشريك بجميع محاسنه والاستغناء عن ذكر المساوئ، لذلك يكون اغلب وصفها مبالغا فيه بهدف الوصول إلى الإقناع.
وإذا حظي ذلك الاختيار بالرضا والقبول تقوم الأخت أو إلام بزيارة الأسرة لرؤية العروس وتحديد موعد للقاء الأسرتين للتحدث في تفاصيل أمور الزواج، وما نلاحظه في ذلك الوقت عدم اشتراط أي مطلب من ناحية المهر وغيره، بل كانت الأمور ميسرة للغاية، حيث كان أهل العروس يقبلون ما يقدمه أهل المعرس، وهذا ما يفسر ترابط الأسر القوي في ذلك الوقت.

خلال فترة الخطبة، لا يجوز قطعيا للفتاة مغادرة البيت، حيث يقوم والد المعرس بإعطاء زوجته مبلغا من المال لشراء هدية الزواج التي يسمونها 'دزة'.

لهذه الخطوة أيضا طقوس معينة، ولم تعد بعض الأسر الآن تهتم بها، ففي الماضي كانت تتم الدعوة من قبل أهل المعرس للاجتماع في منزل العريس، وبعد ان يكتمل الجمع ويلتئم شمل أهل المعرس تبدأ انطلاقتهم سيرا على الأقدام خصوصا النساء اللاتي يحملن دزة العروس على رؤوسهن وسط زغاريد (اليباب) وفرحة عارمة، يرددن فيها الأغاني ويحملن الفوانيس، ويكون ذلك أما يوم الاثنين وإما الخميس، في هذه الأثناء يكون أهل العروس لاسيما النساء في انتظارهن، وعند التقاء الجميع يتبادلون التحيات، ثم يعاد اليباب من والدة العروس تعبيرا عن الفرحة وتحية لاهل المعرس، والدزة عبارة عن أربعة أثواب ثمينة: لفتان من الأقمشة، مناشف، أغطية للسرير وبطانيات.



ليلة 'الملجة' وهي يوم عقد القران، فقد كان يفضل أن تتم في يوم الاثنين او يوم الخميس في بيت أهل العروس، وتكون الأسرتان متواجدتين، للقيام بتجهيز غرفة العروسين، حيث كان من المتعارف عليه أن يمكث أهل المعرس أسبوعا كاملا في بيت أهل العروس، وتقوم أسرة الزوجة بإكرامهم قبل أن تنتقل الزوجة إلى بيتها. أما العروس فتكون بانتظار زوجها وهي بكامل زينتها من عطر وبخور و'حنة'، وقد ارتدت أحلى الثياب وأغلى أنواع المجوهرات، وفي ليلة الزفاف يسير المعرس من بيته إلى بيت زوجته، وأحيانا يقام حفل خاص للعروس يسمى 'الجلوة' في بيت أهلها، حيث تجلس العروس على كرسي مرتدية ثوبا اخضر، وينشر فوق رأسها غطاء اخضر من الحرير تمسك به بعض النساء من أهلها وبعض الفتيات التي لم يسبق لهن الزواج، كاعتقاد أنهن سيلحقن بها، ويقمن برفعه وخفضه على أنغام إحدى الأغنيات المعروفة لهذه المناسبة، ثم تحمل العروس في كرسيها إلى حجرتها حيث ينتظرها العريس.

ويقوم أهل المعرس بتوصيله بزفة خاصة بواسطة فرقة حاملين معهم الفوانيس (الفنر) وعند وصوله إلى بيت العروس تستقبله المغنيات، ثم يخرج الرجال ويظل المعرس في الغرفة بانتظار إحضار زوجته التي تحضر إليه مغطاة تماما بالعباءة، ثم يقوم الزوج بإزالة العباءة وفرشها ويضعها أمامه ويصلي ركعتين حمدا وشكرا لاكتمال دينه، فرحا واستبشارا بهذه المناسبة السعيدة وعقد القران.
يوم الصباحية هو صباح يوم الاحتفال بالزواج، وبعد أن يستيقظ العروسان تقوم الحوافة التي تعتني بالمعارس بحمل 'ريوق' المعاريس، ويتكون من البيض والخبز والحليب والدرابيل والقرص العقيلي وبيض القطا، ويقدم المعرس هدية لزوجته وهي ما يطلقون عليه 'الصباحية'، وهي عبارة عن قطعة من الذهب أو تكون مبلغا من المال.

يمكث المعرس مدة أسبوع كامل في منزل أهل زوجته حتى تنتقل إلى منزله، وفي اليوم الثالث من الزواج تأتي أم الزوج لزيارة أهل العروس، ثم التحوال حيث ينتقل الزوج وزوجته الى مقره الثابت في بيته وقد جهزت له غرفة في منزل والده وفرشت بالسجاد أو بالحصير، واعد له السرير من خشب (السيسم) الذي جلب غالبا من الهند، وكذلك الصندوق 'المبيت' إلى جانب السلة التي تكون فوق الصندوق دائما 'التواليت' بعد التحوال ثلاثة أيام تقوم أم العروس بزيارة ابنتها في منزلها الجديد.

الموضوع من تاريخ الكويت التصوير/ حسين عبدالله القروي


وقت وتاريخ الطباعه: Saturday 30th of November 2024 07:37:12 AM

Powered By www.BoxLink.net